الجمعة 27 سبتمبر 2024

ديوان العرب | إِذا المَرءُ لَم يَدنس مِن اللُؤمِ عِرضَهُ.. قصيدة عبد الملك الحارثي

عبد الملك الحارثي

ثقافة13-9-2024 | 09:43

فاطمة الزهراء حمدي

تُعد قصيدة «إِذا المَرءُ لَم يَدنس مِن اللُؤمِ عِرضَهُ» للشاعر عبد الملك الحارثي، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.

ويعرف «عبد الملك الحارثي» كأحد أبرز الشعراء في العصر العباسي، الذين كتبوا قصائد تميزت بالغزل والمدح والفخر، وعلى رأسها قصيدة « إِذا المَرءُ لَم يَدنس مِن اللُؤمِ عِرضَهُ».

وتعتبر قصيدة «إِذا المَرءُ لَم يَدنس مِن اللُؤمِ عِرضَهُ»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 22 بيتًا، تميز شعره بسلاسة الألفاظ وسهولة المعاني وصدق العاطفة كما جاء بالقصيدة.

وإليكم القصيدة:

إِذا المَرءُ لَم يَدنس مِن اللُؤمِ عِرضَهُ

فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ

إِذا المَرءُ لَم يَحمِل عَلى النَّفسِ ضَيمَها

فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ

تُعيّرُنا أَنا قَليلٌ عَديدُنا

فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ

وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلنا

شَبابٌ تَسامى لِلعُلا وَكُهولُ

وَما ضَرَّنا أَنّا قَليلٌ وَجارنا

عَزيزٌ وَجارُ الأَكثرينَ ذليلُ

لَنا جَبَلٌ يَحتَلُّهُ مَن نُجيرُهُ

مَنيعٌ يَرُدُّ الطرفَ وَهوَ كَليلُ

رَسا أَصلُهُ تَحتَ الثَرى وَسَما بِهِ

إِلى النَجمِ فَرعٌ لا ينالُ طَويلُ

وَإِنّا لَقَومٍ ما نَرى القَتلَ سُبَّةً

إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ

يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا

وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فَتَطولُ

وَما ماتَ مِنّا سَيِّدٌ حَتفَ أَنفِهِ

وَلا طُلَّ مَنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ

تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُباتِ نُفوسُنا

وَلَيسَت عَلى غَيرِ الظُباتِ تَسيلُ

صَفَونا فَلَم نَكدر وَأَخلَصَ سِرَّنا

إِناثٌ أَطابَت حَملَنا وَفُحولُ

عَلونا إِلى خَيرِ الظُهورِ وَحطَّنا

لوَقتٍ إِلى خَيرِ البُطونِ نُزولُ

فَنَحنُ كَماءِ المُزنِ ما في نِصابِنا

كَهامٌ وَلا فينا يُعدُّ بَخيلُ

وَنُنكِرُ أَن شِئنا عَلى الناسِ قَولَهُم

وَلا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ

إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ

قَؤولٌ لِما قالَ الكِرامُ فُعولُ

وَما أُخمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ

وَلا ذَمَّنا في النازِلينَ نَزيلُ

وَأَيّامُنا مَشهورَةٌ في عَدُوِّنا

لَها غرَرٌ مَعلومَةٌ وَحُجولُ

وَأَسيافُنا في كُلِّ غَربٍ وَمَشرِقٍ

بِها مِن قِراعِ الدارِعينَ فلولُ

معوّدَةً أَلّا تُسَلَّ نِصالُها

فَتُغمَدَ حَتّى يُستَباحَ قَبيلُ

سَلي إِن جَهِلت الناسَ عَنّا وَعَنهُمُ

وَلَيسَ سَواءً عالمٌ وَجهولُ

فَإِنَّ بَني الديّان قطبٌ لِقَومِهِم

تَدورُ رَحاهُم حولهُم وَتَجولُ